
حين أصبحنا في عالم القرية الواحدة، أصبح في إمكان الشباب - بسبب وسائل الاتصال والتقنية الحديثة – الاطلاع على أدق خصوصيات حياة المجتمعات المنفلتة، والتي في أغلبها إباحية.
وتأتي المشاهد والصور الخاصة جداً والتي ما كان الشباب ليحلموا بها في يوم من الأيام لتثيرهم أشد الإثارة، وعندها تكون الغلبة للشهوة، ويغيب سلطان العقل والدين، وتبدأ المقارنات ....
لماذا نحن محرومون من كل هذا؟
لماذا القوم هناك سهّلوا الأمور على أنفسهم، ولم يضعوا العوائق أمام رغباتهم، ونحن نضع ألف عائق وعائق؟
لماذا لا نترك الغريزة التي بداخلنا تعبر عن نفسها بالطريقة التي تحبها؟
ثم تأتي الأمنية التي تقصم الدين: يا ليتنا كنا إباحيين!!!
مثل هذا الإنسان بالتأكيد لا يدرك ما معنى أن نعيش حياة إباحية.
كل مايعرفه أنه إن توفرت له هذه الحياة سيستطيع أن يستمتع كما يستمتعون، بلا قيد من دين أو أخلاق أوأعراف أو قانون.
يريدها إباحية له وحده، ولم يتصورها أكثر من ذلك !
لقد تصور كيف ستكون المرأة في متناول يده، حيث حل وارتحل، ألوان وأشكال ...
ولم يتصور أنه يتكلم عن مجتمع كامل.
فلو فتح الباب له، فلماذا لا يفتح لغيره؟
ولو فتح لغيره، فسصتبح الإباحية عُرفاً سائداً في المجتمع.
وعندها لن تسلم امراة !
ولن يراعي المجتمع بعد أن أصبح إباحياً أن هذه المرأة أخت فلان أو علان من الناس.
بل سيفقد كل منا إمكانية صيانة أهله.
حقيقة الأمر أن هذا الإنسان لا يعرف نهاية ما تؤول إليه الأمور.
الحياة الإباحية تعني عدم التقيد بأي شيء في علاقاتك. لأنها تعني أن "كل شيء في العلاقة الجنسية مباح"، وفي المجتمعات الإباحية اليوم القانون لا يتدخل إلا في ممارسات معدودة كمنع التعرض للقَُصًّر ومنع الاغتصاب.
في ظل الحياة الإباحية ستصبح العلاقات التي لا يرضاها هذا الإنسان لأهله عرفاً بين الناس، بل هي من مقتضى الحرية في الحياة الإباحية، فلا يسعه أن يمنع شيئاً منها في أهله، فإن فعل ولم يبال بأعراف الناس فإن القانون سيسندهم ويقف ضده.
لنأخذ هذه الأمثلة للعلاقات التي عليه أن يرضى بها لأهله وعشيرته:
1. علاقة الأخدان: أي العلاقة الجنسية بين الصديق والصديقة.
2. العلاقات العائلية: الأم مع الإبن، والابنة مع الأب، والأخت مع الأخ كل هذا لا يجوز له أن ينكره.
3. الخيانات الزوجية: فليس له الحق أن يمنع زوجته من إقامة علاقة مع من تشاء.
4. البغاء: إذا أرادت امرأة من أهله أن تتكسب عن طريق البغاء فليس له أن يمنعها.
5. العلاقات الشاذة والزواج المثلي: اللواط بين الأبناء والسحاق بين البنات. فلو جاءه ابنه يوماً وقال إنه تزوج من صديقه، فلن يستطيع أن يوقفه لا بأعراف المجتمع التي انتكست ولا بالقانون.
6. العلاقة مع الحيوانات.
وفي ظل الحياة الإباحية ستختفي الأمور التالية التي ننعم بها الآن:
1. إختفاء الأسرة: إذ لو كنا في حياة إباحية، ما كنا لننعم بالعيش في ظل أسرة: فمتى ما كان البديل عن الزواج منتشراً في كل مكان، شعر الرجال والنساء بعدم الحاجة الى تحمل تبعات الزواج واكتفوا بهذه العلاقات.
2. اختفاء أبناء الحلال: في الحياة الإباحية، أبناء الحرام هم الأكثر، وعليه، لو كانت حياتنا وحياة آبائنا إباحية، كان يمكن أن نولد من سفاح لا من نكاح. فلا نعرف لنا أب يرعانا وينفق علينا، وقد ترمينا أمهاتنا فنكون لقطاء بلا أب ولا أم. ونحن بدورنا سنقذف في المجمتع بأبناء الحرام وهكذا.
3. اختفاء الأنساب: إذا كانت الحياة كلها إباحية، فستأتي أجيال من سفاح أباً عن جد. فلا نعرف لنا نسب ولا قبيلة ولا سلالة.
وفي ظل الحياة الإباحية، ستظهر المشاكل التالية:
1. سرعة انتشار الأمراض الجنسية.
2. قلة الذرية والتي تهدد بفناء البشرية.
3. كثرة المجرمين والحاقدين على مجتمعاتهم من أبناء الحرام واللقطاء.
4. الجفاء بين الوالد والأولاد للشكوك في الأبوة والبنوة.
5. انتشار الحمل الحرام في البنات الصغيرات كبنات المدارس.
6. كثرة قتل الأنفس البريئة في عمليات الإجهاض والتي هي إحدى نتائج الحمل غير الشرعي.
إذا أدرك هذا المتمني كل هذه العواقب، فهل تبقى عنده مثل هذه الأمنية؟
وصدق من قال "حبك الشيء يعمي ويصم".
هناك تعليقان (2):
والله ما ذكرني بمدونتك هذه الا مارواه احمد عن ابي امامة في الحديث انه
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يارسول الله ائذن لي في الزنا فزجره الصحابة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أترضاه لأمك؟ قال: لا يا رسول الله جعلني الله فداك، ومن يرضاه لأمه؟ قال صلى الله عليه وسلم: وكذلك الناس لايرضونه لأمهاتهم»، أترضاه لزوجتك؟ أترضاه لخالتك؟ أترضاه لعمتك؟ وفي كل مرة يقول الشاب: لا يارسول جعلني الله فداك ومن يرضاه لأخته ومن يرضاه لزوجته ومن يرضاه لخالته وعمته والنبي صلى الله عليه وسلم يقول له وكذلك الناس لا يرضونه ثم وضع النبي صلى الله عليه وسلم يده الشريفة على صدر هذا الغلام فقال: اللهم طهر قلبه واغفر نبه وحصن فرجه يقول الشاب فما عاد شيء إلى أكره من الزنا [رواه أحمد عن أبي أمامة].
والله ما ذكرني بمدونتك هذه الا مارواه احمد عن ابي امامة في الحديث انه
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يارسول الله ائذن لي في الزنا فزجره الصحابة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أترضاه لأمك؟ قال: لا يا رسول الله جعلني الله فداك، ومن يرضاه لأمه؟ قال صلى الله عليه وسلم: وكذلك الناس لايرضونه لأمهاتهم»، أترضاه لزوجتك؟ أترضاه لخالتك؟ أترضاه لعمتك؟ وفي كل مرة يقول الشاب: لا يارسول جعلني الله فداك ومن يرضاه لأخته ومن يرضاه لزوجته ومن يرضاه لخالته وعمته والنبي صلى الله عليه وسلم يقول له وكذلك الناس لا يرضونه ثم وضع النبي صلى الله عليه وسلم يده الشريفة على صدر هذا الغلام فقال: اللهم طهر قلبه واغفر نبه وحصن فرجه يقول الشاب فما عاد شيء إلى أكره من الزنا [رواه أحمد عن أبي أمامة].
إرسال تعليق