من باب البحث عن المنحة في المحنة أقول: الغلاء سينقذ كوكب الأرض !

موارد الأرض تُستنزف يومياً في المجتمعات المترفة في أمور شخصية واجتماعية اعتادها الناس بسبب رخص أسعار هذه الموارد.

ومحارق القمامات تئن من كثرة ما يلقيه البشر فيها من موارد الأرض فيكون مصيرها الحرق.

وهذا الحرق ملوث لكوكب الأرض.

وأعداد السيارات في تزايد، وأسباب خروج الناس بسياراتهم تتزايد أيضاً.

الناس لا تبالي في أية وسيلة نقل تتنقل، ولا تحرص على الخروج مجتمعة بسبب رخص التنقل الفردي.

والتنقل الشخصي يتطلب المزيد من الوقود والذي بدوره يزيد من استنزاف ثروة النفط.

وهناك جهات تسعى لأن تنقذ كوكب الأرض دون جدوى.

فما المنقذ؟

لا شك أن الغلاء العالمي هو أحد أهم العوامل التي ستنقذ كوكب الأرض.

فهو قادر على إجبار الناس على تغيير عاداتهم وأنماط حياتهم !

الغلاء سيغير من عادات الشريحة الكبرى من المجتمعات الإنسانية في التباهي الشخصي والإجتماعي.

الغلاء سيجعل قرارات الناس في الخروج تتغير، وسيجعل خروجهم أقل استنزافاً لثروة النفط.

وبسبب ذلك ستقل أدخنة عوادم السيارات وسيقل التلوث.

الغلاء سيجعل قوة الناس الشرائية ضعيفة.

وبالتالي الطلب على البضائع سيقل، وستخفف المصانع بسبب ذلك من طاقتها الإنتاجية مقللة من استهلاك موارد الأرض ومقللة من تلويثها للبيئة بنفاياتها الكيميائية وأدخنتها وغير ذلك.

باختصار الغلاء سيقلل من استنزاف موارد الأرض، وسيقلل من التلوث الناتج عن استهلاكها، وسيقلل من المشاكل الناتجة عن هذا التلوث والتي منها الاحتباس الحراري واضمحلال طبقة الأوزون.

صورة توضح كم يُحرق من موارد الأرض في محرقة القمامة، وكم تنبعث من أدخنة وملوثات في الجو بسبب هذا الحرق:


الغلاء سيخفف من هذه الانبعاثات حين يقل طلب الناس على السلع فيقل الإنتاج:


الغلاء سيقلل عدد المبذرين ويحصر التبذير في الأغنياء بينما الطبقة الشعبية العريضة لن يُبقي لها الغلاء مالاً تبذر فيه:


إذا ارتفع سعر البترول سيقلل الناس من مشاويرهم، وسيتخذون طرقاً كثيرة للتعايش مع الغلاء، كأن يجمعوا مشاويرهم في خروج واحد، أو يخرجوا جماعة بدلاً من أفراد، أو يستخدموا وسائل النقل العامة بدلاً من الخاصة وغير ذلك:


وعلى هذا المنوال يمكننا أن نعدد الأسباب التي ستجعل الغلاء العالمي ينقذ موارد وصحة كوكب الأرض.

كلمة أخيرة:
لا يُفهم من كلامي أنني مع الغلاء.

فالغلاء محنة كما أشرت إلى ذلك في العنوان.

لكن الغلاء قد فُرض علينا.

والشيء السيء إذا فرض عليك إما أن تسعى إلى تغييره وإما أن تقر بعجزك عن ذلك فتصبر.

وعندها يكون البحث عن الإيجابيات معيناً على الصبر عليه.

ولم أترك الكلام عن الآثار السلبية للغلاء إلا لأنها قد استفاض النقاش فيها لدى الناس.

لقد تعلمنا من الشرع أنه لا يوجد شر محض.

فحتى وجود الشيطان ليس شراً محضاً فبوجوده يحقق الله غايات يعيها من تأمل.

أردت فقط لفت الانتباه إلى المنح التي يمكن استخلاصها من محنة الغلاء.

وعجباً لأمر المؤمن فأمره كله له خير.

ليست هناك تعليقات: