حين تكون طموحات البلد أكبر من قدرات شعبه نحصل على تركيبة سكانية مختلة !


بهذا العنوان أستطيع أن ألخص ما يجري في بعض دول الخليج.

كثير من الإخوة من خارج الخليج مستغربون من التركيبة السكانية عندنا، كثيرون يحاولون فهم سبب عدم وجود حل لهذه المشكلة إلى يومنا هذا، بل هي تزداد تفاقماً يوماً بعد يوم.

ومكونات هوية أهل البلد من لغة ودين وعادات وتقاليد وقيم في حالة اندراس.

لماذا كل هذا؟

- لأن طموحات الدولة أكبر من حجم وقدرات شعبها.

فحين يكون لدى أصحاب القرار طموحات كبيرة لمحاكاة البلدان المتقدمة (وهذا مما يمدح فيهم).

وحين تكون الثروة موجودة. يكون السؤال عندئذ: ماذا ينقصنا لنكون مثل تلك الدول المتقدمة؟

- ينقصنا الشعب الذي يمكنه أن يكون مؤهلاً لفعل ذلك.

ولماذا لا نؤهله لتحقيق هذه الطموحات؟

- إننا نؤهله، ولكن تأهيله ليكون بهذا المستوى يحتاج إلى عقود من السنين إن لم تكن قرون.

ثم إن الشعوب المحلية عندنا لا هي مستعدة اجتماعياً لتقبل الأعمال الأساسية في المشاريع الكبرى كأعمال عمال البناء والحفر، ونحو ذلك.

ولا عددها يتحمل توفير عمالة وطنية لهذا العدد من المشاريع الضخمة. وهي وإن أخرجت نوابغ قد أدارت مشاريع واعدة في البلد.

إلا أن نوعية الكفاءات التي تتطلبها مثل هذه المشاريع الضخمة لا يمكن أن يُعتمد فيها من الألف إلى الياء على الكفاءات الوطنية وحدها.

فكان الحل لتحقيق هذه الطموحات الكبيرة هو استيراد شعوب بأعداد تصل إلى مئات الألوف.

والنتيجة: مشلكة لا حل لها ... تركيبة سكانية مختلة تزداد اختلالاً يوماً بعد يوم.


ليست هناك تعليقات: