


رجل في قلب جزيرة العرب، يتحدث عن نار ستخرج بعده ...
ويحدد أرض خروجها ...
ويحدد المسافة التي سيصل إليه ضوؤها ...
ثم يموت هذا الرجل ...
يموت وحدود بلده لم تصل إلى الأرض التي سيصل إليها ضوء النار ...
وتمضي القرون تلو القرون ...
والناس يتناقلون هذه النبوءة من جيل إلى جيل ...
حتى إذا دخل القرن السابع الهجري ...
وتحديداً سنة 654 هـ ...
تفاجأ الناس في الحجاز - وتحديداً في المدينة النبوية - بزلزال عنيف ...
لم يكن مجرد زلزال، بل كان أكثر من ذلك ...
كان بركاناً ...
إذ انفجرت الصخور بعنف قاذفة بحمم النار إلى ارتفاعات عالية ...
وصل ضوؤها إلى أفق بلاد الشام، إلى بُصرى (حوران) في سوريا ...
كانت هذه النار في قوتها وارتفاعها آية من آيات الله الطبيعية ...
إلا أن وجود نبوءة في الإسلام تتحدث بدقة عن هذه النار هي آية من آيات الإسلام تحديداً ...
لتكون هذه النار شاهدة أن ذلك الرجل الأمي الذي خرج من بين ظهراني أمة أمية، لم يكن رجلاً عادياً ...
بل كان يتلقى الخبر من السماء ...
أي أنها تشهد أنه نبي من أنبياء الله.
وليس ذلك فقط ...
بل إن في وصول هذه النبوءة وأمثالها إلينا عبر كتب الحديث التي عند أهل السنة وتحقق تفاصيلها بدقة ما يشهد لأمانة نقل رواتهم ودقة منهجهم في الحديث.
نترككم مع النبوءة ... وأقوال الأئمة وشهود العيان فيها ...
قال الرسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز، تضيء أعناقَ الإبل ببصرى". [أخرجه البخاري].
قال النووي رحمه الله: "وقد خرجت في زماننا نار بالمدينة سنة أربع وخمسين وستمائة، وكانت ناراً عظيمة جداً، من جنب المدينة الشرقي وراء الحرة، تواتر العلم بها عند جميع الشام وسائر البلدان، وأخبرني من حضرها من أهل المدينة"[شرح صحيح مسلم].
والنووي من أهل الشام.
ونقل ابن كثير رحمه الله أن غير واحد من الأعراب ممن كان بحاضرة بصرى شاهدوا أعناق الإبل في ضوء هذه النار التي ظهرت في الحجاز[البداية والنهاية].
نقولات ابن حجر رحمه الله في فتح الباري:
"وقال لي بعض أصحابنا: رأيتها صاعدة في الهواء من نحو خمسة أيام، وسمعت أنها رئيت من مكة ومن جبال بصرى.
...
وقال أبو شامة في " ذيل الروضتين ": وردت في أوائل شعبان سنة أربع وخمسين كتب من المدينة الشريفة فيها شرح أمر عظيم حدث بها فيه تصديق لما في الصحيحين، فذكر هذا الحديث، قال: فأخبرني بعض من أثق به ممن شاهدها أنه بلغه أنه كتب بتيماء على ضوئها الكتب ...
فذكر نحو ما تقدم، ومن ذلك أن في بعض الكتب: ظهر في أول جمعة من جمادى الآخرة في شرقي المدينة نار عظيمة بينها وبين المدينة نصف يوم انفجرت من الأرض وسال منها واد من نار حتى حاذى جبل أحد.
وفي كتاب آخر: انبجست الأرض من الحرة بنار عظيمة يكون قدرها مثل مسجد المدينة وهي برأي العين من المدينة، وسال منها واد يكون مقداره أربع فراسخ وعرضه أربع أميال يجري على وجه الأرض ويخرج منه مهاد وجبال صغار.
وفي كتاب آخر: ظهر ضوؤها إلى أن رأوها من مكة، قال ولا أقدر أصف عظمها، ولها دوى.
قال أبو شامة: ونظم الناس في هذا أشعارا، ودام أمرها أشهرا، ثم خمدت.
"
انتهى باختصار وتصرف.
والصور في الأعلى ما هي إلا نماذج لصور براكين اللافا وهي فقط للمساعدة على تخيل ما حدث، وإلا فلا يدرك هذه النار إلا من عاصرها.
وهذه بعض الصور من المدينة النبوية لآثار براكين سابقة حدثت في المدينة في زمن ما وضعتها للتوضيح فقط (اضغط على الصور للتكبير):








هناك 8 تعليقات:
سبحان الله العظيم
ألا فليأتي مكذبي الرسالة ليروا بأنفسهم كل يوم دليل يثبت هذه النبوة ... وهل إعجاز القرآن الكريم إلا صورة من هذه الأدلة اليقينية ..
بارك الله فيك ووفقك
موضوع رائع كالعادة أخي ابن حران
ولكن أرجوك طمئننا عليك فمنذ زمن طويل لم نراك في الساحة العربية ومثلك من يثفتقد أخي الكريم
كل ما نريد أن نطمئن أنك بخير
الأخت خولة:
أدلة النبوة كثيرة وتحتاج إلى من يبرزها للناس، بعضها يصلح لإقناع الكفار وبعضها يثبت المؤمنين الذين يعرفون أكثر من الكفار بتاريخ هذه النصوص والنبوءات وصحة سندها إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
أشكرك على هذه المشاركة.
---------
الأخ "غير معرف":
سرني أن أجد أحد أعضاء الساحة هنا.
أشكرك على شؤالك عني ووددت لو كتبت اسمك.
أنا بخير والحمدلله، ولكني ابتعدت عن الكتابة على الشبكة ككل.
طمئنتنا عليك أخي ابن حران وهذا المهم وقرارك من حقك مع ان قلم مثل قلمك خسارة كبيرة وارجو فعلا ان تراجع نفسك وتجعلنا نقرأ لقلمك من جديد
السلام عليكم أخي ابن حران
هذا التعليق اولا للإطمئنان عليك ...وأتمنى ان تكون بخير وعافية
نفتقد قلمك في الساحة ونتمنى عودتك اليها...فهلاّ عدت لتتحفنا بمواضيعك المميزة التي كنا فعلا نستفيد منها
أختك غالية
الأخت الكريمة غالية:
وعليكم السلام ورحمة الله ...
أشكرك أولاً على زيارة المدونة.
وأقول: إنني منقطع عن الكتابة مع شوقي إليها سواء في الساحات أو غيرها.
وأتمنى أن أعود إلى الساحات قبل أن يختفي منها جميع من أعرف.
ولكن لا يوجد حالياً عندي جديد أكتب فيه، فلذا أفضِّل ألا أعود حتى أجد أمراً أكتب فيه ويستحق الكتابة.
حمداً لله انك بخير....نعم القلم لا تستطيع تطويعه متى ما شئت وخاصة لمن لديه مثل قلمك...ولكن لربما تأتي القريحة عن قريب باذن الله.... دعواتي لك بالتوفيق دوماً
يا أسفاً أن هذه المدونة الرائعة المفيدة توقفت. ليتك تعود أيها المبدع. سنوات مضت ولا زلنا نقرأو ننتفع بكتاباتك هذه. لا تقطع عن نفسك الاجر وعنا المنفعة.
إرسال تعليق